أعلنت السيناتور كريستن جيليبراند التي لم تحصد حملتها للرئاسة الكثير من الدعم، على خلاف ما توقع كثيرون، أنها حققت واحداً من معايير السماح لها بدخول أول جولة من مناظرات الانتخابات التمهيدية الديمقراطية التي تُعقد في 26 و27 من الشهر الجاري، بعد تلقيها تبرعات من 65 ألف ناخب.
ولفهم المشكلة، فإن هناك عدداً كبيراً من المرشحين مما يؤكد أهمية المناظرات لمساعدة الناخبين في الدورة التمهيدية في تحديد المرشح الذي سيصوتون له.
وحتى لو لم يكن هناك 24 مرشحاً يخوضون السباق، كما هو الحال الآن، يتعين على الأحزاب دوماً أن تضع معايير لتقرر من سيشارك في المناظرات. فهناك دوماً أشخاص مهووسون يخوضون السباق وإذا سُمح لهم جميعاً بالظهور أمام كاميرات التلفزيون، ستتحول المناظرة حينها إلى عرض مهرجين. والمعيار الذي وضعه الحزب «الديمقراطي» هذه المرة هو الحصول على 65 ألف مساهمة من ناخبين أو الحصول على 1% على الأقل من التأييد في استطلاعات الرأي القومية الموثوق بها.
وقد قررت اللجنة الديمقراطية القومية أن تجمع المرشحين البارزين والأقل شعبية في مناظرتين سيكون في كل واحدة منهما 10 مرشحين، كي تتفادى ما فعله الجمهوريون عام 2016 من عقد مناظرات «هامشية» تجمع المرشحين الأقل شعبية في مناظرات ثانوية لا يشاهدها أحد. وبعد الجولة الأولى من مناظرات الصيف، ستصبح شروط المشاركة في المناظرات التالية أشد صرامة. فلماذا أقول إن هذه المناظرات ستكون سيئة؟ هناك سببان: الوقت واليأس.
دعنا نبدأ بالوقت؛ فالمناظرة الواحدة ستمتد ساعتين، ودعنا نفترض أن التقديم والفواصل الإعلانية والوقت المطلوب لطرح الأسئلة سيستهلك 30 دقيقة. من ثم، تتبقى لدينا 90 دقيقة توزع على 10 مرشحين، أي تسع دقائق لكل مرشح. وسيضيع بعض الوقت في الإجابة على أسئلة تافهة لا مفر من أن طرحها، مثل: ما مقتبسك المفضل من الكتاب المقدس؟ وما سبب عدم تقدمك في استطلاعات الرأي؟ أتستطيع قول شيء طيب عن أحد خصومك؟ إذن، لنقل إنه سيتبقى ما بين ست إلى سبع دقائق يبسط فيها المرشح حججه. وهذا مستحيل تقريباً.
وهذا يفضي إلى المشكلة الثانية، وهي دفاع اليائس. فقد لا يشعر جو بايدن أو بيرني ساندرز بأن مصير ترشيحهما سيتقرر في الدقائق الست أو السبع تلك، لكن جيليبراند أو تيم راين قد يشعرا بهذا لأنهما متخلفان في مضمار السباق وقد يحتاجان لعمل شيء لتغيير وضعهما. وسيتعين عليهما الإتيان بنوع ما من النكات أو التعليقات الساخرة التي تذكر الناخبين بهما. وهذه المناظرات سيتابعها أكبر عدد من المشاهدين مما يعزز الضغط على المشاركين فيها كي لا تضيع فرصة المرشح. مما يعني ظهور المزيد من التعليقات الساخرة التي تمثل عدواً للمناقشة الأمينة للقضايا.
إن تقليص عدد المرشحين هو ما يريده الحزب، لكن هو ما يخشاه المرشحون. فالحزب يروقه أن يرى تساقط المرشحين باستمرار حتى تقل الاختيارات. فإذا كان المرشح يتمتع بنسبة 1% من التأييد في استطلاعات الرأي، فهو يعلم أنه بحاجة إلى شيء استثنائي كي ينتقل إلى الطبقة العليا ليحظى بفرصة حقيقية للحصول على ترشيح الحزب.

*كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»